ذكرنا في مقالتنا السابقة أهمية لعبك مع أطفالك و أفكار بسيطة و سريعة لقضاء وقت ممتع معهم، و لأن هذا اللعب لا يقتصر على عمرٍ معين، فحتى بعد عمر ٥-٦ سنوات و ذهاب طفلك إلى المدرسة فهو يحتاج لجزء من وقتك لتمرح و تتواصل معه، كما يجب أن نذّكر أنها أفضل طريقة أيضاً لتزيد من فرص تعاونه معك ، لذا سنقترح المزيد من الألعاب البسيطة، التي وجدناها ممتعة و مسلية جداً لأطفالنا في الفترة ما بين ٣-٦ سنوات .
١- لعب الأدوار: يحب الأطفال في هذه المرحلة العمريّة التظاهر بأنهم شخصيّات مختلفة و عيش أدوارها، فمثل هذه الألعاب مهمة جدّاً لإثراء مخيّلتهم و مفرداتهم و معلوماتهم .. يمكنكم مثلاً لعب دور الطبيب و المريض، أو التظاهر بالطبخ، إعداد الشاي و تقديمه أو اعداد الكعك و خبزه ثم الجلوس و أكله.
عندما يكبر طفلك قليلاً و يظهر اهتمامه بأمور معينة كالفضاء مثلاً، تظاهر معه بأنكم رواد فضاء في مهمة على سطح القمر ، ارتدوا خوذة من الكرتون مثلاً و اسأل طفلك عن ما يمكنكم فعله هناك.. أو ان أظهرت طفلتك رغبتها بأن تصبح معلّمة ، كن انت الطالب و تعلّم منها شيئاً جديداً.
تظاهر بأنك تعمل مع ابنك في موقع بناء و تظاهروا باستخدام الآليات المختلفة المستخدمة هناك.. و ان طلب صغيرك أن تتظاهر بأنك أحد أصدقائه فلا تتردد أبداً بأن تعيش طفولتك مرّة أخرى..
٢- لعبة الرجل الآلي: العب هذه اللعبة مع أطفالك لتعطيهم الشعور بالقوة و القدرة، تظاهر بأنك رجل آلي و تتلقى منهم الأوامر و تنفذها عند طلبهم أو بضغطهم على أزرار معينة مثلاً..مثل هذه اللعبة تحد من شعورهم بأنهم دوماً من يتلقى الأوامر و عليه تنفيذها كما أن تصرفك كرجل آلي سيكون سبباً كافياً للضحك المتواصل للجميع..
٣- لعبة الإيقاع: تنمّي هذه اللعبة لدى طفلك مهارات مهمة جداً كالتركيز و الإدراك ، الذاكرة و اتباع التعليمات. أعطي طفلك ملعقة خشبية أو عصا صغيرة و احمل انت واحدة أخرى ، أطلب منه تقليد الإيقاع تماماً في كل مرة، فاضرب أولاً على الأرض مرة و عليه أن يقلد، ثم مرتين ثم أكثر و بتتابع مختلف توقف و استمع لإيقاعه ..اطلب منه أيضاً أن يبدأ هو بالإيقاع و تقلده انت.
٤- القفز على الهدف: القفز متعة رائعة لجميع الأطفال ، كما أنه بأشكاله المختلفة إنجاز كبير ، يحتاج لتوافق في حركات الجسم، قوة و أحياناً القليل من الشجاعة.. جهّز لطفلك لعبة لتدريبه و زيادة ثقته بقفزاته..استخدم صندوقا بلاستيكياً، كرسياً أو أي شيء مرتفع قليلاً يصلح كمنصة ليقفز عنها، ثم على بعد سنتيمترات حدد له بقطعة ورق ملون مرسوم عليها شكل ك (x) هدفا ليقفز عليه. الصق الورقة بقطعة لاصق حتى لا تتحرك مع كل قفزة و شجعه في كل مرة يهبط على الهدف ..تأكد من سلامته بأن تنفذ هذه اللعبة على أرضية طرية كفرشة تحته مثلاً.
٥- العدسة المكبرة: شجّع طبيعة طفلك الفضولية و اهتمامه بالتعرف على عالمه، كل ما تحتاجه هو عدسة مكبرة و رحلة في الحديقة لقضاء ساعات من التسلية و الاكتشافات و التعلم، اجمعوا قليلاً من الرمل و دعه يستخدم عدسته لرؤية تكوين الرمل و حباته، ورقة شجر ليرى كيف تتشابك فيها العروق و الفرق بين أشكال أوراق الشجر المختلفة، الأحجار، العشب، الأزهار و حتى الحشرات، فكلها ستبدو مدهشة تحت العدسة..هذه اللعبة فرصة رائعة للتكلّم مع طفلك، لتعليمه مفاهيم جديدة كالأحجام و الأشكال و مصطلحات و أسماء جديدة أيضاً .
٦- أريد المزيد من العناق: هذا اللعبة رائعة لك و لطفلك في الأوقات الصعبة.. عندما تبدو تصرفٍاته مزعجة.. يبدو في حالةٍ سيئة ، يعاني من مشاعر ضيق أو غيرة أو حاجته لاهتمامك ، توجّه اليه و قل شيئاً مثل " ااااه يبدو ان مخزونك من القبلات و العناق قد أصبح قليلاً.. ماذا سنفعل حيال ذلك.. أنا أعرف!!" و ضمّه إليك بشدة، انهال عليه بالقبلات و لا تفلته حتى يبدأ هو بمحاولة الإفلات، الحقه في كل مكان لتضمّه و تقبّله أكثر.. بهذا انت تعيد له شعوره بالأمان و حبّك غير المشروط له..و يمكنك عكس اللعبة حيث يلاحقك انت في أرجاء البيت لأنّه يشعر بالضعف و يحتاج لضمّك و تقبيلك..
لعباً سعيداً..
لانا أبو حميدان