هل حدث أن سمعتي صوت ارتطام شيء بالأرض لتلتفي وتجدي أن صغيرك يستمتع باللعب بطعامه ورميه حوله محدثا فوضى كبيرة، ربما سيكون من الطبيعي أن تشعري بالغضب فأنت قد أمضيت وقتا في تحضير الطعام بحب لطفلك الذي على ما يبدو ليس مهتما حتى بتذوقه. ربما ستشعرين بالسخط على طفلك وبرغبة في تعنيفه ومعاقبته على ما فعل أو إجباره على تناول ما تبقى من طعامه. ولكن هل سيجدي ذلك نفعا؟ وهل سيساعدك على تعليم طفلك أية عادات جيده مثل احترام الطعام وتقديره وعدم هدره أو هل سيجعله يحب هذا النوع من الطعام الصحي ويتعلم أهمية تناوله ومدى تأثيره على صحته؟
إليكي بعض النصائح التي ستساعدك على تشجيع طفلك ليكون صحيا أكثر دون أن يدفعك ذلك إلى الجنون:
- حفّزي طفلك على اتخاذ الخيارات الصحية:
كلّما سنحت لك الفرصه دعي طفلك يتخذ قراراً بشأن الطعام الذي يوشك على أن يتناوله، فمثلاً قومي بسؤاله "هل ترغب في تناول الجزر أم البروكولي هذه الليله على العشاء؟" "أي تفاحة تفضل الخضراء أم الحمراء؟" عندما تصبح لديكي عادة إعطاء طفلك الخيار في مثل هذه المواقف الصغيره فإن ذلك سيبني عنده ثقة بالنفس وشعوراً بأن لديه القدره على الاختيار والذي بدوره سيساعد في جعله أقل تمرّداً وأكثر تعاوناً عندما يتعلق الأمر بالطعام، لاحظي بأنّه عليك أن تقدمي خيارات تكونين راضيةً عنها وستشعرين مع مرور الوقت بأن ترك الخيار لطفلك في بعض الأحيان سيساعد في جعله أكثر تجاوباً في المواقف الأكثر جدّيه والتي لا تحتمل أن تتركي له فيها الإختيار.
- كوني مبدعة في تحضير الطعام:
استخدمي الخلاط الكهربائي أو العصّارة لتحضير مشروبات طازجه باستخدام الخضار والفاكهه واجعليها ذات ألوان ممتعه وجذابه لطفلك في كل مرة وذات مذاق حلو ليستسيغها الطفل. واجعلي وقت تناول الوجبه وكأنه مشروع فني صغير، فيمكنك صنع أشكال حيوانات مختلفه من الساندويتش أو الخضراوات أو أي نوع من الطعام الذي تقدمينه لطفلك فطريقة تزيين وتقديم الطعام هي عامل جذب كبير بالنسبة للأطفال وسيسعدهم رؤية إبداعاتك على أطباقهم.
- دعي طفلك يشاركك الطهي:
ابحثي عن أطباق مناسبه لعمر طفلك يستطيع مساعدتك في تحضيرها وحددي وقتا مع طفلك ليختار الوصفه التي يرغب بها، قومي بأخذه لشراء المكونات واغتمني هذه الفرصه لتعليمه في كل مرة عن الفوائد والقيمه الغذائيه للأطعمه المختلفه، وتعليمهم قراءة الملصق الموجود على العبوات وتجربة نوع جديد من الطعام في كل مرة تذهبون لشراء الحاجيات. ويمكنك أيضا أن تقومي بشرح كيفية الحصول على هذه الأطعمه وبأنها تمر بسلسلة من المراحل حتى تصل إلى أطباقنا ونستمتع بتناولها، مثل أن تعلمي طفلك خطوات زراعه نوع معين من الفاكهه أو الخضار الذي قمتي بشرائه ليتعلم طفلك تقديرالطعام. والأهم هو أن تستمتعي بمشاركه طفلك في المطبخ، إن قضاء وقت في تحضير الوجبة مع طفلك لن يعلمه فقط فنون الطهي واستخدام الأدوات فحسب ولكنه وقت رائع لتوطيد علاقتك بطفلك وتعزيز ثقته بنفسه من خلال تعلمه لمهارات جديدة.
- احترمي رغبات طفلك:
تجنبي إجباره على تناول الطعام بالقوه، فاحترام رغبات طفلك من سن صغير تجنبك مخاطر أن تتشكل لديه علاقه غير صحيه مع الطعام أو أوقات الوجبات، المفتاح هو بناء العادات الغذائيه بالتدريج في كل وجبه بجعل الأصناف الصحيه متوافرة والإستمرار بتقديمها بأشكال وأنواع مختلفه دون اللجوء للضغط على الطفل لتناولها حتى وإن لم يلمسها طفلك في البدايه فإن فرصتك لتعليم طفلك أن يحب هذه الأصناف في النهايه عاليه جدا والأهم من ذلك أن هذه العادات ستستمر معه حتى يكبر.
- التعزيز الإيجابي لرغبة طفلك في الإستكشاف:
لا تفزعي لأن طفلك تناول الحلويات أو أية أطعمه أخرى غير صحيه، فإلقاء محاضرات وإشعاره بالذنب والخجل من نفسه أو محاوله أخذ الحلوى منه بالقوه سيعطي نتيجه عكسيه بأن يجعله يعاند طلبك ويرفض الإستماع إليك أو الأسوأ من ذلك أن تجعله يصر على تناول هذا النوع من الأطعمه في المستقبل كنوع من رد الفعل النفسي لحرمانك منها. تعاملي مع الوضع بهدوء وركزي على بناء الوعي لدى طفلك بمدى أهميه العنايه بالجسم والعقل من خلال التغذيه السليمة وتوفير العناصر الضرورية واجعلي بناء العادات الصحيه يوميا هو هدفك أكثر من التحذير من تلك السيئة.
- خصصي وقتا للقراءة مع طفلك:
إن تطوير مهارات القراءة لدى طفلك هو مكون أساسي لضمان نجاح طفلك في المدرسة بشكل خاص وفي حياته بشكل عام، وهي طريقة رائعه لتوصيل المعلومات لطفلك بصورة محببه، قومي بشراء مجموعه من الكتب المتعلقة بالصحة والتغذيه المناسبه لعمر طفلك والتي تعتقدين بأنها ستجذب انتباهه وسيستمتع بقراءتها معك، ودعي له الحرية باختيار كتاب في كل مرة ولا تنسي أن تعززي ثقافة طفلك بان تركزي على المحتوى وبأن تقومي بإعادة تأكيد تلك المعلومات في حياته اليوميه وفي أوقات الوجبات كما بإمكانك أيضا أن تستخدمي الأدوات والألعاب في وقت التسليه مثل التلوين، بطاقات الأسئلة، مجسمات للأطعمه الصحية، الأحجيات وغيرها لتاكيد المعرفة لدى طفلك.بقلم : ندى عمّار
يمكنك متابعة المزيد من النصائح الصحيّة على http://sehawafyah.blogspot.ae