الثلاثاء، 30 يونيو 2015

أربعة نواحي تتغلّب فيها الكتب الإلكترونيّة على المطبوعة


بعد سنوات من المقاومة، بدأت الغالبيّة في تقبّل و استيعاب أهميّة الكتب الإلكترونيّة. حيث قدّرت مبيعات الكتب الإلكترونيّة في الربع الأول فقط من 2014 ب 60 مليون مساوية بذلك إجمالي المبيعات في عام 2010 طوال العام.

جزء من السبب في هذا النمو هو أن الجمهور بدأ يعتاد فكرة الكتب على الشاشة، إضافة إلى أن التكنولوجيا قد تطوّرت. و على الرغم من أن الكتب المطبوعة لديها الكثير من المزايا و أن سوقها لن يختفي تماماً،  إلّا أنّ المزايا التي يتيحها الكتاب الإلكتروني تصبح أكثر جاذبية يوماً بعد يوم، وخاصة للآباء والأمهات ممّن لديهم أطفال.

وهنا  سنستعرض بعض النواحي التي تدفع الآباء والأطفال إلى قراءة الكتب الإلكترونيّة:

سهولة التنقّل

لو قلت لشخص منذ عشرين عاما أنه سيكون يوماً ما قادراً على حمل مكتبة بأكملها في كف يده، أو حتّى تحت إبطه، لظنّوا أنّك تحلم أو تهلوس. الآن هذا واقع نعيشه كل يوم.

بينما الكتب المطبوعة تأخذ مساحة كبيرة، و بسرعة ينمو عددها لتصبح أثقل من أن تحمل معك في كل مكان. في المقابل يمكنك حمل مكتبة كاملة من الكتب الإلكترونيّة في جيب حقيبة إلى جانب بعض غيارات الملابس و بعض الوجبات الخفيفة. تخيّل لو أردت أن تحمل قصص عصافير كاملة معك في كل مكان.


الكلفة

معظم سعر الكتاب المطبوع للمستهلك يذهب لتغطية كلفة التوصيل و الشحن و توزيع الكتاب، ممّا يترك الكتّاب بمبلغ زهيد. مّما أفقد الكثير من المبدعين الرغبة في متابعة مهنة الكتابة. مع توفّر التكنولوجيا أصبح الآن بإمكان الكاتب إيصال كتابه إلى القارئ بسعر أقل و بربح أكثر له. و أصبح بإمكانه التركيز على انتاج كتب رائعة بدلاً من ملاحقة الموزّعين.

كما أن هناك مبادرات مختلفة كقصص عصافير توفّر المحتوى مجاناً للأطفال و تغطّي كلفتها من التبرعات و قنوات أخرى للمحتوى.


الجاذبيّة و الفعالية

بعض الأطفال يحبون القراءة منذ ولادتهم، لكن بالنسبة للآخرين فإن دفعهم للقراءة قد يشكّل تحدّي. الكتب الإلكترونيّة تساعد في تخفيف حدّة هذه المشكلة، حيث تجذب الشاشات المضيئة و الألوان الزاهية انتباههم و فضولهم، و قد تحفّز قراءة القصص بصوت ممثّل محترف مخيّلتهم بطرق لا يستطيع الكتاب المطبوع أن يقدّمها.


بديل لأشكال أخرى من التسلية

لنكن صريحين، كآباء و أمّهات نواجه مواقف صعبة مع ابنائنا في بعض الأحيان و خصوصاً في الأماكن العامة. و في بعض الأحيان تريد أن يبقى ابنك متسليّاً و مشغولاً خلال رحلة طويلة في السيّارة أو أثناء التبضّع. الكثير من الآباء و الأمّهات يناول هاتفه المحمول أو الآيباد لإبنه لكي يبقيه مشغولاً بلعبة أو مشاهدة فيديو كرتوني. و على الرغم من أن هذه الأشياء قد تكون مسليّة إلّا أن فائدتها التعليميّة محدودة على المدى الطويل.

هنا يأتي دور الكتاب الإلكتروني كبديل فعّال يحفّز مخيّلة الطفل و يعلّمه أشياء جديدة، كما يساعده على تعلّم القراءة، التي تعتبر مهارة أساسيّة متى أتقنها الطفل تسارعت قدرته على تعلّم الكثير من المهارات الأخرى. بدلاً من ساعات من مشاهدة تلفاز دون أي تفاعل أو تحفيز للمخيّلة.

باختصار النقلة التي يشهدها العالم اليوم مع الكتاب الإلكتروني لا تقل أهميّة عن ثورة المعرفة التي صاحبت اختراع المطابع و انتشار الكتاب المطبوع. فمع انعدام الكلفة للنشر سيتمكن العديد من المبدعين الذين لم يكن لهم القدرة سابقاً من انتاج أعمال فكريّة تثري حضارتنا و معرفتنا. و تصبح المعرفة أقل كلفة و أكثر انتشاراً. حيث كثير من مشاكل العالم اليوم من فقر و جوع و أمراض نابع من عدم قدرة الكثير من الناس من الوصول إلى و تعلّم بعض المعلومات الأساسيّة التي تعتبرها أنت بديهيّات.

شاركونا ما أجمل القصص المطبوعة أو الإلكترونيّة التي تعلّق بها ابنك أو ابنتك أو حتى أنت عندما كنت طفلاً.

لنجعل القراءة عادة
عمرو أبو حميدان

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

القصص المصوّرة تساعد على تطوير مهارات الاستيعاب


قد تبدو الكتب المصورة سخيفة، ولكن الرسوم التوضيحية في قصص الأطفال تخدم غرضا قيّماً يفوق الترفيه. تعلُّم القراءة وفهم النص هما نقطة تقدّم مفصليّة في حياة الطفل. معظم الاطفال يقرأون بمستوى مبتدئ بحلول وصولهم إلى الصف الثالث، عندما يصبح فهم الكلمة المكتوبة ضرورة لا بد منها.

الكتب التي تحتوي على صور تساعد الطفل على تعلّم كيفية إنشاء الصور في مخيّلته. هذا أمر بالغ الأهمية لتطوير مهارات الفهم الجيدة. سنستعرض في ما يلي كيف أن قراءة الكتب المصوّرة مهمّة جدّاً في تحسين قدرة طفلك على استيعاب ما يقرأ.

لماذا الرسومات التوضيحيّة مهمّة؟


إن تكوين صور بصريّة لما يقرأ الطفل في مخيّلته هي مهارة تحتاج إلى الكثير من الممارسة.يتم تطوير هذه المهارة لأول مرة من خلال رؤية الرسوم التوضيحية في الكتب و القصص المصوّرة.

 بداية الاستماع إلى ورؤية القصص يساعد الطفل على استخدام حواسّه المختلفة للتعلّم.إضافةً إلى ذلك فهي تساعده على فهم الكلمات عن طريق الرسومات التوضيحيّة. ممّا يتطوّر لاحقاً إلى القدرة على توليد الصور في المخيّلة أثناء القراءة.

على سبيل المثال، عندما تقرأ كلمة "كرة"،  يقوم دماغك بخلق صورتها في مخيّلتك على الفور.و إذا قرأت الجملة "الفتاة تلعب بالكرة،" يمكنك تصور فتاة تلعب بالكرة. هكذا نستوعب ما نقرأ، و هو الأساس نفسه الذي بنيت عليه القصص المصوّرة.

تطوير قدرة الطفل على فهم ما يقرأ من خلال الرسوم التوضيحية


هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد الطفل في تطوير مهارات الفهم لما يقرأ. كل هذا يبدأ ببساطة بقراءة كتاب. فيما يلي بعض النصائح سهلة التطبيق أثناء القراءة من شأنها أن تساعد طفلك على تحسين مهارات فهمه:


  1. تذكر أن نتوقف بعد كل فقرة أو صفحة، لتفسح لطفلك الوقت الكافي لاستيعاب الصور وفهم ما يحدث في القصة.
  2. اشرح ما يحدث في الرسوم التوضيحية و أشر إلى التفاصيل الصغيرة التي قد تفوت طفلك. اعرض لطفلك كل الشخصيات و اشرح الموقف. هذا سوف يساعد طفلك على ربط الصور التي يراها مع النص الذي تقرأه.
  3. أخبر طفلك أن الصور سوف تساعده على فهم القصة و اشرح أهمية تخيّل الصور في ذهنه و أنت تقرأ النص.
  4. اسأل طفلك ماذا يشاهد و يسمع و يشم و يتذوّق و يحسّ. كما يمكنك سؤاله ما هي الكلمات التي ساعدته على تخيّل تلك العواطف والصور.
  5. مع مرور الوقت، قم بزيادة مقدار النص الذي تقرأه قبل التوقف للشرح. في نهاية المطاف سوف تكون قادرا على قراءة كتاب كامل و طلب شرح معنى القصة و تفاصيلها من طفلك.


إذا كان لديك أطفال أو تقوم بتعليم أطفال في المراحل المبكرة من القراءة، احرص على استخدام الكتب المصحوبة بالرسوم التوضيحية لكي تتمكن من تعزيز مهاراتهم في القراءة والفهم. لن تكون أبداً مبكّراً في القراءة للأطفال، فعقولهم النامية جائعة دائماً للمزيد من المعرفة.  هناك العديد من الكتب المصورة الرائعة التي يمكنك قراءتها لأطفالك على موقع و تطبيقات عصافير.

الموقع:
http://3asafeer.com

تطبيق الآيفون و الآيباد:
https://itunes.apple.com/ae/app/qss-safyr/id939646782

تطبيق الأندرويد:
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.asafeer.qesas

الأربعاء، 17 يونيو 2015

أنت وطفلك في السوبر ماركت




أشاهد الكثير من الامهات يعانين مع أطفالهن في مكان التسوق من عبث الاطفال وضوضائهم وسوء التصرف وووو وهذا كلّه شيء وعملية الركل والضرب والصراخ شيء اخر تماماً...

معظم الاطفال في عمر 2-6 سنوات يعانون من نوبات الغضب في أماكن التسوق وخصوصاً السوبر ماركت وهذا شيء طبيعي ولكن كيف نجعل اطفالنا يستمتعون بتسوّقهم مع الأهل ...

كتجربة شخصية سأخبركن عن تعاملي مع بنتي الصغيرتين في السوبر ماركت
اجعلوا طفلكم يأخذ سلّة صغيرة خاصة به غير عربة العائلة إن رغب بذلك وذلك لوضع ما يحلو له ضمن المعقول وعلّميه أن يختار دائماً الأفضل له ولصحته واجعليه يشعر بأهمية اختياراته وضرورة أن تكون صحية لكي لا يضر عائلته وهي فرصة لتعلّميه ماهو الأكل الصحيّ والغير صحي ومالذي يضر بصحّته ومالذي يفيدها ... انا لست مع الحرمان وإنما خذي له ما يحلو له بالمعقول ... ومع مرور الوقت سيستمتع بهذه التجربة الرائعة لشعوره بأنّه مستقل وأن اختياراته تلبّي حاجة العائلة نحو صحة افضل ولا ضير من بعض ما يستهوي الاطفال على ان تنظموا تناولها

على أن نقوم بتشجيع أطفالنا لدى اختيارهم مأكولات صحية كشخص مسؤول واع مدرك
انظروا لأطفالكم في هذه الحالة وهم يجرون عربتهم الصغيرة ويضعون ما يحلو لهم (ضمن المعقول) كم هم اشخاص مسؤولون واشكروهم بكل فخر ان ذكروكم بشيء مهم في المنزل

دائماً اخصص ورقة صغيرة اسجل عليها متطلباتي الاساسية واحيانا اجعل ابنتي ترسم هذه الاشياء او تحاول كتابتها لانها ما تزال صغيرة على القراءة والكتابة واعطيها هذه الورقة لتذكرني هي بالاشياء المطلوبة ... لاتتصوروا مدة استمتاعها بذلك وكذلك جميع الاطفال اتصور ان لم يكن معظمهم ... حاولوا معهم فهم اذكياء ويكررون ما نفعله نحن فكونوا القدوة ....

علموهم وهم يتسوقون مانفع هذا وما ضير ذاك ليتعلموا ويفكروا ولو اخذ منكم ذلك بعض الوقت الاضافي ولكنه يفيد اطفالكم على المدى البعيد واطفالنا يسحتقون منا بعض الوقت ... ومع مرور الوقت ستلاحظون ان أطفالكم سيختارون ما هو مفيد وتتبدل أرائهم للأفضل نتيجة التشجيع والشكر من قبلكم

وبعد الانتهاء من هذا المشوار الطويل والمتعب والممتع انهوا دفع حساب ما اخترتموه وانتقوا من سلة اطفالكم ما تودون فقط شراءه بدون الغاء كل شيء وبدون ملاحظة طفلكم ( اؤكد على عدم ملاحظتهم لذلك) لان الطفل لدى عودته المنزل ينسى ولا يتذكر ما اختاره وما تم شراءه سوى استمتاعه بتجربة التسوق الفريدة وان تذكر فانت اذكياء ايها الاهل ومن المؤكد انكم احضرتم لاطفالكم ما يحبوه ...

ومرة عن مرة سيعتاد على الاشياء المعتادة الواجب شراءها والتي توافقون عليها ومن المسموح تجربة كل جديد بالمعقول ،

شجعوه دائماً على خياراته واستقلاليته ولاحظوا الفرق في سلوك اطفالكم قبل وبعد
هذه تجربتي مع طفلتي الجميلتين وفعلاً اصبحن يساعدنني في الاختيار وتذكر ما ينقصنا وارجو منكم تجربتها لانكم بذلك ستسمتعون جميعاً بعيداً عن الصراخ ومشاغبة الاطفال .... طبعاً هناك استثناءات ولكن حاولوا يمكن لنصائحي ان تفيدكم ...

ولكم مني أنا ميساء حنا مراد - اخصائية التغذية كل الحب
ودمتم انتم وعائلتكم بالصحة والعافية

الاثنين، 15 يونيو 2015

ما الُمشكلة في إرسال طِفلِك لِغُرفته عندما يُخطِئ؟


نسمع كثيراً عن طريقةِ ارسال طِفلك لِغُرفته أو وضعه في زاويةٍ مُعينة من الغُرفة لِمُدةٍ زمنية ليُفكِّر في خطأِه أو حتى يعتذر (time out) ، حتى أن بعض أخصائيي التربية ينصحون بها.. تبدو هذه الطريقة حلّاً منطقياً فهي لا تتضمن العُنف كالضرب ، و تُبعِد الأهل و الطفل عن بعضِهم لفترة و هذا يُعطيهِم الوقت اللازم  للهدوء و التفكير بعقلانيّة مُجدداً..  

بالرغم من كون هذه الطريقة أفضل بكثير من الضرب أو الصراخ على طِفلِك إلا أنها تُعلِّم الدرس الخاطِئ و لا تُساعِد على خلق أطفالٍ أكثر أدباً و أفضل تصرُّفاً..في الحقيقة إنها قد تكون سبباً في سوء تصرُّف طِفلِك لاحِقاً.. لِماذا؟

١-  تجعل طفلَك يرى نفسه في صورةٍ سيئة
أنت تُثبِت لِطِفلِك ما يشُك به، أنّه شخصٌ سيّء، و أنت تُبعِده. وهذا كفيلّ ليس فقط بزعزعة ثقة طِفلك بنفسه و إنما خلق تصرُفات أكثر سوءاً.. لأن دماغ طِفلِك سيعمل لتحقيق الصورة التي يراها عن نفسه .
فمهما كان خطأ طِفلِك احرص دائماً على إعلامه أنه (بشخصه) أفضل بكثير من تصرفه هذا. و خطأُه هذا هو فُرصة قيّمة ليتعلّم التصرُّف الصحيح من الخاطئ .

٢- لا تُفيد في تعليم طِفلِك التحكُّم في مشاعرِه الصعبة و التعامل معها
إن أسرع طريقة لتُعلِّم طِفلك إدراك ما يشعر ( حزن، غضب، ضيق) و تهدئة نفسه قبل أن يندفع بالتصرُّف هي أن تتقبل أنت مشاعِره هذه و تُشعِره أنها طبيعية و يُمكِنه التعامل معها.. عندما تُبعِده في غُرفةٍ وحده فأنت أيضاً تتحاشى مشاعره السيّئة هذه و التي قد تكون أساساً سبباً في سوء التصرُّف.. فهو سيهدأ في غُرفته بالنهاية و لكّن دون أن يتعلَّم ماذا يفعل عندما يغضب في المرّة القادمة.

٣- تولِّد لدى الطِفل احساساً بالخوف و شعوراً بتخلِّيك عنه
إن  إبعاد طِفلِك عندما يكون في حالةٍ سيئة يعني بالنسبة له تخليِّك عنه عندما كان في أمَس الحاجة لك، و الأسوأ من ذلك أننا ندفعهُم للاعتقاد بأننا فقط نتقبلُّهم في حالاتهم الجيدة و أن الغضب و الحُزن(و التي هي جُزءٌ مِن مَن نكون جميعُنا) ليست مقبولة و هو غير مرغوب فيه عندما يشعرها.

٤- تفتح المجال لِصراع القوة بينك و بين طِفلِك
فبدلاً من تقوية علاقتك بِطِفلِك و جعلها ايجابيّة و قائمة على الاحترام و الثقة ، فإن طِفلك سيشعر بالخزي أمامك و سيقضي وقته هذا في الغُرفة يُفكِّر في الخلاص أو لفت انتباهك أو حتى الانتقام منك.. هل تتوقع حقاً أنه سيجلس ليُفكِّر في خطأِه و طريقةٍ لإصلاحه !!؟ 

٥- كأي عِقابٍ آخر ، فهي تحرِم طِفلك من تحمُّل مسؤولية خطأه
فهو قد تلقى عِقابه عندما أرسلته للغُرفة و ليس مديناً لك بأي شيء.. و لا حتى قول كلمة ( آسِف ) و ان قالها فقط بِدافع الخوف منك أو من استمرار العِقاب.. فأنت قد قطعت عليه فُرصة الشعور بالذنب لما فعل و حوّلته لشُعور بالشفقة على نفسه. 

إذن فإن الوقت المُستقطع لِطِفلك ليس هو إلا شكلاً من أشكال العِقاب و الذي لا يُجدي حقاً لتشجيع التصرفات الجيدة، و ان كُنت تستخدم هذه الطريقة للتعامُل مع مشاعر طِفلِك الصعبه أو بكائه و انهياره فضررها كما ذكرنا أكبر. 

لكن ماذا يُمكِنُك أن تفعل؟


١- اذهب أنت وهو في وقتٍ مُستقطع
فعِندما تُلاحِظ علامات سوء تصرُّف على طِفلِك، لا تنتظر.. خُذه معك مُباشرةً لِغُرفةٍ أُخرى لِتُساعِده على الهُدوء و التحكُّم في نفسه (Time In) ، فقد يكون في حاجةٍ فقط لاهتمامك أو حُبِّك، أو التحدُّث معك عن ما أزعجه اليوم في المدرسة.

٢- ان قام طِفلُك بتصرُّف خاطِئ
اذهب معه في هذا الوقت المُستقطع و ساعِده على التفكير في أسباب تصرُّفة و آثاره، ذكِّرْه بِحدوده و اتفق معه على ما يُمكنه أن يفعل لتصليح ما أفسد ( بما فيها مشاعر من حوله) و كيف باستطاعته تحاشي الأمر في المرّة القادمة.

٣- عِندما ينهار طِفلُك و يبدأ بالبُكاء و الصُراخ
فإن الوقت قد أصبح مُتأخِراً جٍداً لتعليمه أي شيء، لا تُحاوِل نِقاشه، لومه أو إقناعه بشيء فهو يتعامل مع مشاعره و الأجزاء المُفكِّرة من عقله لا تعمل لأنها في حالة المُواجهة أو الفِرار. فقط أبقى بجانبه، و جرِّب أن تتقبَّل حالته هذه كباقي حالاته. أخبره أنك بجانبه و أنّه بأمان، معرِفته بأنك ستبقى بجانبه في أسوأ حالاته، أنه سيكون بأمآن و أنك لا زِلت تُحبه ستُخفف من حِدة هذه الحالات.. لا تُحاوِل إصلاح الموقِف أو منحه ما يُريد ليتوقف عن البُكاء.. فبُكاء أطفالِنا و نحن بجانبهم لِمُساعدتِهِم جيدٌ و ضروري للتنفيس عن مشاعِرهِم السيئة.

مع الحب
لانا أبو حميدان

الثلاثاء، 9 يونيو 2015

٤ أسباب تجعل من عقاب أطفالِك فشلاً


كثيرٌ مِنّا رُزِق بأطفاله و لم يَكُن مُهيئاً للتعامل مع كُل ما يُرافِقهم من تحديات.. أو على الأقل لم يُدرِك أن العشوائية في التعامل معهم لا تكفي.. فجميعنا يحتاج ليفهم طبيعة الطفولة ليفهَم تصرفات أطفالِه و حاجاتهِم..و الأهم أن يتعلم ما ينفع و ما لا ينفع من الأساليب في وضع الحدود لهم و تربيتهم..

اعتاد الأهل منذ قديم الزمان على استخدام العقاب بأشكاله المُختلفة لتعديل تصرفات أطفالِهم.. لكن مع تطوّر العِلم و تقدُّم البُحوث أصبح العِقاب من المُمارسات السيئة التي يستخدمها الأهل و أصبح واضِحاً أن العِقاب لا ينجح ، على الأقل ليس على المدى الطويل..و تربيّة أطفالِك ليست مشروعاً مؤقتاً أو قصير المدى، فأنت تغرس فيهم الصفات الجيدة التي تضمن لهم حياة سعيدة من بعدك.

إن عائلِتك تحتاج للاحترام المُتبادل بين جميع أفرادِها، الحُب و التصحيح و التعليم بِلُطف.. و هُنا ليس للعِقاب مكان هل تعرِف لِماذا؟

١- العِقاب مؤلِم
جسدياً و نفسياً.. فالهدف خلف العِقاب هو التضييق على الطِفل (أو إيلامِه في حالة الضرب) للضغط عليه لفِعل ما نُريد مِنه بغض النظر عمّا اذا كان ما نريده هو الصواب أو لا.

ان أقل قدر من الأذى النفسي أو الجسدي من جِهتِك لِطِفلِك يخلِق صورة العدو عنك في عقلِه.. و يزيد الفجوة بينك و بينه و هذا يعني أنه لن يستطيع أن يثِق بك أو أن يعتمِد عليك كحليفٍ له.

لكن هذا لا يعني أن لا تفرِض الحدود عليه، على العكس فالأطفال يحتاجون لحدودنا و قوانينا للشعور بالأمان أنّ هُناك مسؤولٌ عنهم..

أعلِمهم بحدّك بِلُطف " لن أسمح لك أن تضرب، الضرب مؤلِم" ، تصرّف " امسك يده أو أبعِده و غيّر مكانه" ، تكلّم معه و ساعِده على فهم تصرُّفه و الأُمور من حوله "عندما نشعر بالغضب، نشعُر برغبةٍ في الضرب لكنه ليس تصرُفاً صحيحاً أنا مُتأكدة من أنك تعرِّف الشُعور عندما يضرِبك أحدُهُم" . استمِّر في حزمِك و كُن مِثالاً له و اصبر فهو سيحتاج للوقت لينعكس فهمُه على تصرُفِه.

٢- العِقاب نوعٌ من التسلُّط
كثيرٌ من الأوقات نُعاقِب أطفالنا لِتصرُّفِهِم بطريقةٍ غير مقبولة اجتماعياً كالصراخ أو العُنف و لكن للأسف فان هذه التصرفات طبيعيَّة في فترة الطفولة لعدم اكتمال الجُزء المسؤول في دِماغِهِم عن التحكُّم في مشاعِرِهِم و تصرُفاتهِم..فنحن نُعاقِبهُم لِحاجتهم للمُساعدة. نحرمِهم من تطوير هذا الجُزء من دِماغِهم بأفضل طريقة و لا نُعلِمهُم التصرُّف اللائق و الصحيح

٣- عقاب طِفلِك يفترض سوءه 
عندما نُعاقِب أطفالنا على تصرُفاتٍ خاطئة أخلاقية قاموا بها كالكذِب و السرقة فنحن نوحي لهم بأنهم أشخاص سيؤون و يستحقوّن العِقاب..
غالِباً ما يقوم أطفالُنا بتصرُفاتٍ مُماثلة لاختبار ردّاتِ فعلنا و اكتشاف ما ان كانت هذه التصرُّفات مقبولة..فطِفلُك لم يعرف أفضل من ذلِك، و أحياناً أُخرى يُقلِّد غيرهُ في هذه التصرُّفات فقط لأنه لم يعرِف أفضل من ذلِك..

عِقابك لطِفلِك يوحي له بصورة سيئة عن نفسه ستجعل عقله اللاواعي يعمل لاثبات صِحة هذه الصورة.. فالأغلب أنه سيستمِّر في هذه التصرُّفات لكِّنه سيُصبِح أفضل في اخفاءِها عنك لينجو من عِقابِك..

٤- العِقاب يحرِم طِفلك من فهم آثار تصرفاته على غيره و الشعور بالذنب
عندما تفرض على طِفلك نتيجة من اختيارِك فأنت تُحوُّل تركيز طِفلِك من فهِم السوء في تصرُّفه و تأثيره على غيره الى التركيز على نفسه و التفكير في كيفية الهرب من العِقاب أو الانتقام مِنك.. كما أنك تحرِمه من الشعور بالذنب لأنه قد دفع الثمن عندما عاقبته أنت.

فهو لن يكون قادِراً على ادراك  سوء تصرُّفه أو التفكير في اصلاح مشاعر من آذى أو ما أفسد عندما يُعاني هو نفسه.

تذكَّر دائِماً "أنك لن تُعلِّم طِفلك التصرُّف بطريقة أفضل بأن تجعل شعوره أسوأ".
في المرّة القادمة تجِد نفسك مُقدِماً على فرض عِقاب على طِفلِك.. توقَّف و أعطي نفسك دقائق لِتهدأ، أعِد ما حصل لِطِفلِك ، شُعورك اتجاه تصرُّفه.. و ما يُمكِن فـِعله في المرّة القادمة بشكلٍ مُختلف..فهُنا يبدأ التعليم و التغيير..

إذا اقتنعت و تريد بدائل للعقاب يمكنك إيجادها في المقالات التالية:

٦ بدائل فعّالة للعقاب

عندما لا يستجيبُ طفلك

مع الحُب
لانا أبو حميدان 

الثلاثاء، 2 يونيو 2015

كيف تحُد من تأثير الأصدقاء السلبي على أطفالِك


جميعنا يعرف أن اختلاط أطفالِنا مع أطفالٍ آخرين، من الأقارِب، في الحضانة و المدرسة أو في أماكن اللعِب له تأثيرٌ مُهِمٌ على تصرُفاتِهِم، لكن ماذا نفعل عندما يُقلّد أطفالُنا تصرُفات غيرهِم السيّئة؟ إن الجواب دائماً هو العلاقة القوية التي تبنيها مع طِفلِك.. 

عندما تبني علاقتك مع طِفلِك على أساس الاحترام و الثقة و الحب غير المشروط فإنك تملِك سلاحاً قوياً لتحمي طِفلك من التأثيرات السيئة من حوله.

بالرغم من هذا فان علينا أن نُدرِك جيداً أن جميع من يُحيط بأطفالِنا من أقارِب ، أطفال، مُعلمين و غيره يُساهِم في بناء شخصيتهِم و تجارُبِهِم في الحياة.. و نحن لنا الدور الأول و الأهم في انتقاء هذه المؤثرات ، تشجيعها أو إبعادها.. و تأكَّد من أن طِفلَك سيُجرِّب أن يُقلِّد ما يراه من تصرفات غيره ، لكن بِمُساعدتك و مُتابعتِك و تعامُلِك مع الأمر بطريقة ايجابيّة فان طِفلُك سيتعلَّم حُدوده و سيتعلّم أيضاً كيف يضع الحُدود لنفسه ليُقاوِم تأثير أصدقاء السوء عليه عندما يكبر..

إليكم بعض الأمثلة العمليّة :

الموقِف الأول:
تتفاجِئ في طِفلِك ذو الثلاث سنوات يتلفظ بكلمةٍ سيئة ، و عندما تسأله أين قد سمِعها، يخبِرُك بأن طِفلاً في حضانته يستخدِمُها..
خلف التصرُّف:
التقليد، الأطفال يتعلمون بالمثال،  فهُم يُقلِدون ما يَرون و الأغلب أن استخدام الطِفل للكلمة السيئة في المدرسة  قد أثار ردة فِعلٍ من المُعلِّمة و سيُحاول طِفلُك تكرارها عِدّة مرَّات ليرى إن كان سيُثير نفس ردة الفِعل.

كيف تتصرَّف:
- ذكِّر طِفلك بحدوده. " أنا لا تُعجِبُني هذه الكلمة، لا تُرددها مرةً أُخرى من فضلِك" ، تذكِّر أن تُعلِمه ذلك ببرود و دون انفعال حتى لا تدفعه لِتكرارها فقط ليرى إنفعالك أو ليجذِب انتباهك..

إن كررها في نفس اللحظة فهو لا زال يُجرِّب و يختبِر حُدوده لذا تجاهل تماماً ذلِك و حوِّل انتباهه لِأمر آخر كلُعبة أو نشاط.
على الأغلب أن طِفلَك سينسى الكلِمة إن لم تُعطِي الأمر أهميَّة، فما تُعطيه أهمية و تجعل منه أمراً كبيراً هو ما سيتذكره طِفلٌك..

الموقِّف الثاني :
أنت لا تسمح لِطِفلِك ذو ال ٦ سنوات بأن يلعب ألعاب فيديو عنيفة، لكن صديقه المُفضَّل يلعبها باستمرار، بدأ طِفلُك يتظاهر بإطلاق الرصاص أو استخدام الأسلحة عندما يلعب في البيت أو مع غيره، و عندما تسأله يُجيبك بأنه يلعب هكذا مع أصدقائه في المدرسة.. يطلُب منك شراء هذه الألعاب له و مرةً أثناء لعِبه بِعُنف في المنزل وجّه ضربةً لأخيه الصغير فانفجر في البُكاء.

خلف التصرُّف:
التطبُّع. فحتى سن ال ٩ سنوات تقريباً ، لا يتمكن عقل الطِفل من تمييز جميع التصرُفات بكفائة، و ما يمُر به من تجارُب تكون مقبُولة تلقائياً بالنسبة له دون مُساءلة..

إن برامج الأطفال و الألعاب الإلكترونية التي تدور حول القتال و الحروب تُلغي حساسية أطفالِنا للعُنف و تجعل تصرُفاتِهِم تميل للعُدوانيّة..

بالنسبة لِطفلِك، إن الجُزء المسؤول في دماغه عن التخطيط و توقع النتائج في المُستقبل و الصبرلرؤية النتائج الجيدة لقراراته لن يكتمِل تطوره قبل حوالي العشرين من العُمر.. و البعض أيضاً لا يتمكن من تطوير هذه المهارات نهائياً .. لذا فإن طِفلك يواجِه موقِفاً صعباً و لن يسهُل عليه فهم سبب منعك له.

كيف تتصرَّف:
- كُن حازِماً في تحديد حاجتِك: في كثير من الأحيان لا يُدرِك أطفالُنا بأنفُسِهِم مدى تأثير تصرُفهِم على من حولِهم، لِذا ان لفت نظر طِفلك للأمر بطريقةٍ لا تجعله في حالة دِفاعٍ عن موقِفه، فانك ستُساعِده على تغيير تصرُّفه..

تستطيع فِعل ذلك ب:
١- تصِف حقيقة ما تراه من تصرّف طِفلِك دون أن تصِف هو ذاته.
٢- التأثير الذي يُسببه هذا التصرُّف.
٣- شُعورك أنت اتجاه هذا التصرُّف.

" عندما تلعبُ بهذه الطريقة فأنت تتصرَّف بطريقةٍ عُدوانية ( وصف التصرُّف) ، و من الممكن أن أن تُسبب أذىً كبيراً لأي أحدٍ حولك( اعلامه بأثر تصرفه) ، و أن أشعر بالقلق لذلك ( شُعورك اتجاه التصرُّف).” احذر من أن تُبدي أحكاماً أو تُهاجِم طِفلك شخصياً لأن هذا سيجعله يُقاوِم ، مثلاً " إنك عُدوانيٌ جِداً" أو هذه ألعابٌ فظيعة و سيئة جِداً"

- ان لم يُجدي هذا الحل بعد فترة، يُمكِنُك أن تقوم بالنقاش لِحل الموقِف مع طِفلِك حيث تُركِّز فيه فقط على حاجتِك و حاجته و ليس على فرض الحلول و القوانين من عِندك، فطِفلُك سيُبدي تعاوناً و التزاماً أكبر عندما يشعُر بِقُدرته على حل المُشكِلة و اتخاذ القرار..

مثلاً " من المُهِم لي أن يكون البيت مكاناً آمِناً لنا جميعاً" (حاجتُك ) و ليس " لا أريدك أن تلعب هذه الألعاب"( حلُّك)

بالنسبة لِطِفلِك فان حاجته هي الانخراط مع من حوله و مُجاراة أصدقائه و باعتقاده فإن الحل هو لعِب هذه الألعاب معهُم لِذا استمع له و حاولِوا كتابة جميع الحلول الممكنة من كليكُما، ناقِشوها ثُم استثنوا تلك التي لا تخدِم حاجة كليكُما في نفس الوقت حتى تصلوا لِحلٍ مُشترك.. 

- التزموا بالحل لِفترة، إن لم ينجح و لم يُساعِد طِفلك على التوقُّف أعلِمه بذلك و بِحاجتِكُم لإيجاد حل جديد..من المُهِم أن يثِق بك طِفلُك و يشعُر أنك في صفِّه.. منعه من التكلُّم مع أصدقائه أو اللعِب معهُم سيزيد من مُقاومته و بالنهايّة فأنت لست معه في جميع الأوقات لِمُراقبته، و لا يُمكِنُك دوماً تغيير البيئة حتى تٌعجِبُك أنت لِطِفلِك.. لذا فإن أفضل الحلول هي النابعة منه و باقتناعه.

- لا تنسى أن تذكُر لِطِفلِك دائِماً أنك تثِق في قُدرتِه على الحُكم على الأمور و اتخاذ القرار الصائب و أنك موجود دائماً ان احتاج النصيحة..

في النهاية علينا أن نتذكَّر أنه و مع كُل عامٍ جديد من عُمر أطفالِنا فإن تحكُّمنا في بيئتهِم يقِّل..و مُعاملتهُم بِلُطفٍ دائماً و اشراكهُم في حل مشاكِلِهِم مُنذ الصِغر هو ما سيُساعِدهم حقاً في حياتِهِم اللاحقة و في بناء علاقاتٍ صحيَّة و سليمة مع من حولهم. 

مع الحُب
لانا أبو حميدان