الأحد، 15 يونيو 2014

هل يعرف طفلك قيمة نفسه؟


واحدة من أهم مراحل تطور شخصية أطفالنا هي المرحلة التي يتعلمون فيها قيمة أنفسهم و يشكّلون صورة داخلية عن من يكونون بنظرهم و نظر من حولهم ، و لأن جميع تصرفات الإنسان هي انعكاس للصورة التي يرى بها نفسه فإنه من الضروري أن نساعد أطفالنا على تكوين نظرة إيجابية سليمة لأنفسهم. لكن كيف يكوّن أطفالنا فهمهم لشخصهم؟

الأطفال في بداية حياتهم يرَون أنفسهم من خلال أعين أهلهم، فطريقتنا في مخاطبتهم و الحديث معهم هي ذاتها الطريقة التي يكلّمون بها أنفسهم، و حديث الأطفال لأنفسهم هو ما سيبني معتقداتهم عن شخصيتهم و هذه المعتقدات ستشكّل الأساس للصورة التي يكونها الطفل عن نفسه و سيتصرف على أساسها.لكن كيف سيؤثر هذا في حياة أطفالنا؟ 

في الحقيقة إن الجزء اللاواعي من عقل الطفل يعمل دائماً لإقناعه بصحة الصورة التي كوّنها عن نفسه و هنا تكمن خطورة رؤية الطفل لنفسه بطريقة سلبية، فإذا صدّق الطفل أنه مشاغب ، غير متعاون أو فوضوي مثلاً سيتصرف بطريقة مماثلة لهذه الصورة. و بنفس الطريقة سيعمل عقل الطفل على إستخدام أيّة صفات نصفه بها ليتصرف تصرفات تتماشى و إياها و هذا فقط ليحقّق ما توقعناه منه عندما استخدمنا هذه الكلمات.

لذا من المهم جداً الحرص و الإنتباه للكلمات التي نصف بها أبنائنا و الإبتعاد تماماً عن كلمات مثل أناني و عنيد و لئيم و غيرها،  و هذا ينطبق كذلك على الصفات التي تبدو كإيجابيه مثل ذكي و موهوب و الأفضل أو الكلمة التي يستعملها كل الأهل "شاطر" لأنها تُحمِّل الأطفال عبئا ثقيلا لتحقيق توقعاتنا العالية منهم، إذ من الممكن أن يوّلد هذا العبئ الخوف من عدم المقدرة على المحافظة على مستوى أداء يتناسب و هذه الصفات و بالتالي الفشل فيبدأ الطفل بالتصرّف بطريقة معاكسة تماماً و يستسلم. فمثلاً عندما لا ينجح طفل يصفه أهله بالذكي دائماً في انجاز شيء معيّن فإنه قد لا يحاول مجدّداً خوفاً من تكرار الفشل و سحب امتياز هذه الصفة منه فيفقد إيمانه بقدراته على المحاولة و النجاح.

لكن هل يعني هذا أن نتجاهل إنجازات أطفالنا و نجاحاتهم! بالطبع لا. فمجرد أن تدع إبنك يعلم أنك تلاحظ ما ينجزه كفيل بتشجيعه و دفعه لتحقيق المزيد، فالطريقة الأفضل هي وصف ما تراه أمامك لطفلك، فإذا أراك إبنك أحد رسوماته حاول أن تمنع نفسك من التصفيق له و وصفه بالرسام و المبدع و اوصف له ما تراه في رسمه كأن تقول شيئا مثل"أرى انك استخدمت خليط من الألوان هنا و الكثير من التفاصيل هناك " و هكذا، و كذلك الحال إذا ضرب طفلك آخاه الصغير، فبدلا من وصفه بعديم الإحساس أو العدواني حاول أن تبقى هادئاً و تصف الموقف كأن تقول بلطف" لقد ضربت أخاك ،هذا يؤلم و أنا لن اسمح لك به".

تماماً كالأعشاب الضارة التي تنمو حول نبتة ما، فإن سقيناها و صببنا اهتمامنا عليها فستنمو و تضر بنبتتنا و إن أهملناها ستذبل و تموت و تترك المجال للنبتة بالنمو و الإثمار. فلنحاول اليوم البحث عن صفة جيدة و تصرف سليم و نخبر أولادنا بأننا نلاحظ و نقدّر، و أن أخطائهم لن تجعل منهم أطفال سيئين.

شاركونا آرائكم، تجاربكم و أسئلتكم، ما هي المشاكل و التحديّات التي تواجهكم مع أبنائكم؟ ما هي أنجع الطرق التربويه التي تساعدكم عملياً في تشجيع أبنائكم و بناتكم؟

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق