كثيراً ما يحتار الأهل مع أطفالهم في هذه المرحلة العُمريَّة ، لِأنّ الأطفال عند شُعورهم بالتعَب و النعس يَبْدون أكثر نشاطاً و حركة من أي وقت آخر، و يبدأون بمُقاومة النوم بِكُل الطُرُق الى أن ينهار الطِفل و ينام.
إنَّ أوَّل ما على الأهل إدراكه أن الأطفال يحتاجون للكثير من النوم في هذا العمر المُبكِّر، أولاً للحفاظ على نمو جسدي و عقلّي سليم و ثانياً للبقاء في مزاج مُعتدِل.. فالطِفل التعِب و الذي ينقصه النوم سيُشكل التعامل معه تحدياً في مُعظم المواقف، طِفلُك لا يعرف هذا لكنه يحتاج للنوم.
على الرغم من حقيقة كون الأطفال يختلِفون بطبيعتهم في حاجاتهم للنوم ، فبعضهم نومُه جيد و البعض الآخر يجِد صعوبةً في ذلك إلّا أن النوم عادة، و كُل الأطفال يستطيعون تعلُّمْها.. لِذا إليك أفضل ما يُمكِنُك فِعلُه لِتُعَلِّم طِفلَك كيف يَضَع نَفْسَه للنوم و لا يستيقظ خلال الليل:
١- إبدأ باكِراً
إن كان طِفلُك يقضي فترة المساء في الركض في أرجاء المنزل لن يستطيع أن يتوقَف فجأةً و يضع نفسه في سريره عِنْدَما تُقرّر أنت أن وقت النوم قد حان، لِذا هيّء جو البيت في بداية المساء لتكون هادئة، يُمارِسُ فيها طِفلك نشاطات هادئة كأن تُعطيه أوراقاً و الواناً أو بَعضاً من ألعابه ليلعَب بها بهدوء، احرص على أن لا تكون مُشاهدة التلفاز أحد تلك الأنشطة.
٢- اتّبع روتيناً يومياً للنوم
لِيُدرِك طِفلُك وَقت النوم و يُبرمِج جِسمه في ذات الوقت كُل ليلة، تأكد من أن تتبع ذات النِظام قبل ساعةٍ من إطفاء الضوء تقريباً، مَثلاً تناول العشاء، حمّام دافئ، قراءة القصص، وَضعه و ألعابه المُفضلّة للنوم ، ثُمَّ إطفاء النور و أنت تقرأ له القُرآن أو تُغنّي له.
قد يُماطِل طِفلُك أو يَرفُض الانتقال من خُطوةٍ للتالية ، في سنَّه الصغير هذا يُمِكنك مُساعدته بطِباعة صوَرةٍ لِكُل خُطوة و بجانبها شكل الساعة مع عقارِبها تُشير للوقت المُناسِب لتعود لها مع طِفلك لإتمام روتينه، يمكنك تنزيل الجدول في الصورة أدناه من هنا و طباعته، أو صنع جدولك الخاص.
إن هذه الطريقة تُشعِر طِفلك أنك الى صفِّه و ليس ضِدّه فتُخفِف من مُقاومتِه، كما أنك تبدأ بتعليم طِفلِك اتخاذ قراراتٍ ذكيَّة و تحمُّل المسؤوليّة " آه أُنظر إنها السابعة ، ان خرجنا من الحمام الآن و انتهينا من تنظيف أسناننا سيكُون لدينا وقتٌ لِقِصةٍ أُخرى قبل إطفاء الأضواءعلى الساعةِ السابعة و النصف".
إن هذه الطريقة تُشعِر طِفلك أنك الى صفِّه و ليس ضِدّه فتُخفِف من مُقاومتِه، كما أنك تبدأ بتعليم طِفلِك اتخاذ قراراتٍ ذكيَّة و تحمُّل المسؤوليّة " آه أُنظر إنها السابعة ، ان خرجنا من الحمام الآن و انتهينا من تنظيف أسناننا سيكُون لدينا وقتٌ لِقِصةٍ أُخرى قبل إطفاء الأضواءعلى الساعةِ السابعة و النصف".
تذكَّر أن تُحافظ دائماً على هُدوءك و تقود طِفلك بِلُطفٍ لكن بحزمٍ .
٣- اختر ساعة نومٍ باكِرة
ذكرنا في الجُزء الأول من سلسلة نوم الأطفال أهميّة عدم تأخير ساعة نوم الطِفل، لِذا إن كان طِفلُك ينام في ساعِةٍ مُتأخرّة إبدأ في تقديم وقت نومه ١٥ دقيقة يومياً حتى ينام في وقتٍ بين ال ٦:٣٠ و ٨:٠٠ مساءً.
٤- لا تنسى الأكل قبل النوم
يحتاج الأطفال في هذا العُمرِ لِوجبةٍ مسائيّة قبل النوم ، حتى لا يوقِظه الجوع أو يمنعه من النوم أساساً ، تأكد أن يكون عشاءه مُشبِعاً و لا يحوي السكريات
إن كان طِفلُكِ لا يزال يرضع في هذا العُمرِ طبيعياً أو من الرَضَّاعة فأنت بِحاجة لإطعامِه و إرضاعه قبل الذهاب الى النوم حتى لا يربِط بين الرِضاعة و النوم فيستيقِظ ليلاً و يحتاج للرِضاعة ليعود للنوم.
٥- وفِّر لِطِفلِك وقتاً للحركة خلال اليوم
حاول أن توفِّر لِطِفلِك يومياً ساعة أو أكثر من وقت اللعِب الحُر في الخارج ، ان لم تتمكن من اللعِب خارجاً فليكن اللعب في الداخل مليئاً بالحركة، لِيصرِف طِفلُك طاقته و يَخلُد للِنوم بِسهولة.
٦- علِّم طِفلَك عادات نومٍ جديدة
إن كان طِفلُكِ مُعتاداً على الرضاعة قبل النوم أو النوم بجانبك طوال الليل، فسيحتاج لِذلِك كُلما استيقظ حتى يعود للنوم، لِذا من الُمهم أن :
- تُنهي إرضاع طِفلِك و تتأكدي من شبعه قبل ذهابه للسرير و حتى في غُرفةٍ غير غُرفةِ النوم، يُمِكنك أن تكسري عادة الرضاعة قبل النوم في خُطوتين، بأن تهُزِّيه أولاً بدلاً من إرضاعه لينام، ثم تبدأين بوضعه في سريره.
- أن تجلِسي مع طِفلِك و تحضُنيه قبل الذهاب الى السرير مثل وقت قراءة القصة ثُمَّ تضعيه في سريره للنوم.
- أن تضعي طِفلك في سريره و هو لا زال مُستيقظاً لكنّه نعِس حتى يغفو وحده
٧- ابدأ بالتدريج
-إبدأي مع طِفلِك بوضعه في حُضنك حتى يغفو
- بعد أن يعتاد طِفلُك على النوم في هذه الطريقة ، إبدأي بوضعه في سريره و وضع يدك عليه أو إمساك يدِه، يُمكِنكِ وضع لُعبة محشوة ذات حجم كبير ليحضُنها طِفلُك.
- في النهاية سيعتاد طِفلُك على النوم دون حمل و فقط و أنت مُمسكٌة به، عِندها إبدأي بالجلوس قريباً منه و الغناء له مثلاً لِيعِرف أنك موجودة لكن دون أن تضعي يدك عليه.
- بعدها ابدأي بالابتعاد تدريجياً في كُل ليلة حتى تُصبِحي أقرب لِباب الغُرفة من سرير طِفلِك أو امشي بهدوء في الغرفة ليطمأن لِوجودك.
- إن حاول طِفلك القيام من سريره ، ذكريه بنبرة صوت هادئة "لقد حلّ الليل، و هذا وقت النوم ، استلقي الآن من فضلك"
- يُمكِنكِ الاستفادة من هذا الوقت في الجلوس و القراءة عند باب غُرفته أو طوي الغسيل أو أداء بعض الأعمال الهادئة التي لا تحتاج الى إضاءة بينما طِفلكِ يشعر بالآمان لِوجودك دون الحاجة لِحمله أو مسكه.
- أبدأي بمغادرة الغُرفة لفترات قصيرة و عُودي مرّةً أخرى ليعتاده على عدم وجودك و اجعلي هذه الفترات أطول في كل ليلة
- عندما تضعي طِفلك في سريره، لا تستلقي بجانبه ( إلا اذا كنت لا تُمانع البقاء بجانبه حتى يغفو و العودة اذا استيقظ) .
- قد تجدي أن هناك أياماً يعترض فيها طِفلُك و يحتاج لأن تضعي يدك عليه، لا بأس بذلك طالما أن تعودي و تستمري على هذا النظام في اليوم التالي.
٨- ماذا إن بدأ طِفلك بالبكاء
طِفلُك يتعلّم عادات نومٍ جديده و من الطبيعي أن يبدأ بالبكاء و إظهار خوفه و قلقِه من عدم وجودك بجانبه، مُهمتكِ هي الاستماع له و التعاطف معه حتى تمُّر هذه المرحلة " أن أسمعك و أرى أن قَلِق ، سأكون قريبةً جِداً و سآتي دائماً عندما تُناديني ، أنا أعرف أنك تستطيع النوم دوني"
ليس هُناك ضرر من أن يبكي طِفلُك طالما أنتِ بجانبه و تُكلميه لأن بُكاءه هو طريقته في استيعاب النظام الجديد لأول مرّة، لكن هذا الأمر مُختلِفٌ جِداً عن تركِه ليبكي و مُغادرة الغُرفة لأن هذا سيُفقِده الثقة فيكِ و سيترُكه مع مخاوِفه وحده.
إن البُكاء الطبيعي و في وجودك مقبول، لكن ان بدأ طِفلُك بالبكاء بطريقةٍ هيستيريّة عندها احميليه من سريره و هدِّأيه و حاولي مرة أخرى في اليوم التالي.
٩- الاستيقاظ خلال الليل
في أغلب الأوقات و إن اعتاد طِفلُك على النوم وحده لن يعود للاستيقاظ خلال الليل، و لكن إن استيقظ و لم تُريدي احضاره لينام بجانبك، سيكون عليك العوده و وضعه في سريره و استخدام نفس الأساليب التي استخدمتها عندما وضعته للنوم في المساء لعدد من الأيام حتى يتعلّم أن يعود للنوم وحده عندما يستيقظ ليلاً.
تذكرّي إن الطريقة التدريجيّة هي الطريقة الألطف لإنجاز مُهِمةٍ صعبةٍ كهذه بالرغم من أنها تحتاج لِوقتٍ و جُهد، و لا تنسي أن طِفلُك مُبرمج طبيعياً على الحاجة لِقُربِك و حُضنك و حتى الالتصاق بك في بعض الحالات ليشعُر بِحُبك و بالآمان و الحنان. في النهاية تذّكري أن تُكلمي طِفلك دائماً و تشرحي له ما يجري لِتُساعديه على تقبُّل الأمر.
نوماً هانئاً
لانا أبو حميدان
0 التعليقات:
إرسال تعليق