الخميس، 30 يوليو 2015

كيف تجعل طفلك مهتمّاً بالقراءة؟


كلّنا يحب أن ينشئ أطفاله لكي يكونوا أشخاص منتجين سعيدين في المستقبل، و جزء مهم من نموهم العقلي الذي نحمل مسؤوليته هو تعليمهم القراءة. إلّا أن واقع الأمر أنّنا قد لا نمتلك الموهبة الكافية لغرس هذه الخصلة، و حتى لو كانت لدينا فنحن بالطبع قادرون على الاستفادة من بعض المعلومات الإضافيّة التي ستساعدنا على تحبيب أطفالنا في القراءة.

لذا قمنا بتجميع قواعد مهمة لكم كآباء و أمهات يجب أن تتبعوها للتأكّد من أن جهودكم ستثمر في بناء أطفال يحبّون القراءة و جني المعرفة في المستقبل. و بعض الأخطاء الشائعة التي عليكم تجنّبها:

ما عليك فعله

1- إبدأ القراءة لأطفالك باكراً كلّما بكّرت في ذلك، كلّما سهل تقبّل أطفالك للقراءة.
2- في البداية اختر قصص لأطفالك حيث تكون موزونة، مغنّاة وفيها الكثير من التكرار لكي تحفّز لديهم القدرات اللغويّة و قدرات الاستماع.

3- إقرأ مع طفلك كلّما سنحت الفرصة و بقدر ما تستطيع أن تحتفظ بانتباههم و رغبتهم في المتابعة.
4- ابدأ بقصص مصوّرة و ذات عدد كلمات قليلة، ثم تدريجيّاً ابدأ بالتوجه شيئاً فشيئاً لكتب ذات كلمات أكثر و صور أقل.
5- في أوّل مرّة تقرأ فيها قصّة معيّنة، أشر للصور التي على الغلاف و اذكر عنوان القصّة و اسألهم ماذا يتوقّعون أن يكون موضوع القصّة.

6- من الحين إلى الآخر قم باختيار قصّة تظن أنّها تفوق قدرات طفلك الحاليّة و اقرأها له، من الجيّد أن تتحدّى قدرات طفلك من الحين إلى الآخر.
7- في بداية القصّة أعط الفرصة لأطفالك لعدّة دقائق لكي يستقرّوا و يستعدّوا جسديّاً و عقليّاً للاستماع إلى القصّة.

8- المزاج المناسب هو عامل مهم جدّاً لتقبّل أطفالك للقراءة. أوامر مثل "اجلس جيداً، توقّف عن فعل ذلك و أولي الموضوع اهتمامك" لا تساعد في خلق الجو المثالي. 
9- عند قراءتك لكتاب مصوّر تأكد أن يكون أطفالك قادرين على رؤية الصور بوضوح.
10 - تذكّر أن موهبة قراءة القصص لأطفالك لا تأتي غريزيّاً لكل الآباء و الأمهات لذا عليك أن تكثر من ممارستها لتتقنها جيداً.
11- من أكثر الأخطاء شيوعاً عند القراءة للأطفال هي القراءة بسرعة، لذا خذ وقتك و أبطء من سرعتك لتتأكّد من أن أطفالك قادرون على تخيّل ما تقرأ.
12- ابطء بحيث يمكن لأطفالك رؤية الصور بوضوح، القراءة المستعجلة تفقد الطفل قدرته للتعبير عما يراه.
13- قم بتقييم الكتاب و مراجعته قبل قراءته لطفلك، هذا سيمنحك الفرصة لمعرفة الأجزاء التي قد تريدين الإطاله عندها و شرحها، إضافة لبعض الأجزاء التي تريدين تجنّب ذكرها في القصّة لأي سبب كان.

14- أضيفي بعد ثالث للقصّة كلّما أمكن ذلك، مثل تصنيف بعض الملابس الملوّنة عند قراءة قصّة ك "فانيللتي بيضاء" أو بعض ألعاب الديناصورات عند قراءة "العدّ مع الديناصورات" أو مجموعة من الأشكال هندسيّة عند قراءة "الأشكال من حولنا".
15- ضعي لوح في الغرفة و أضيفي عليه تقدّمك في القراءة، عن طريق إضافة شكل شمس أو ضفدع أو نجمة أو أي شكل يفضّله طفلك عند قراءة قصّة جديدة سويّاً.
16- بعض الأطفال قد يتردّد و لا يستطيع الجلوس ساكناً أثناء القراءة، يمكنك حينها إعطاءه ورقة و قلم لكي ينشغل بها بينما تقرأين له. حتى يعتاد الجلوس لفترة من الوقت و الاستماع للقصص.

17- رتّبي وقتاً في الصف أو البيت حيث يقرأ الأطفال بمفردهم، حتى لو كان ذلك يعني أنّهم فقط ينظرون للصور و يقلّبون الصفحات.
18- عندما يرغب طفلك بالقراءة لك، من الأفضل اختيار قصّة سهلة جدّاً للقراءة من قصّة أصعب.
19- شجّع أطفالك الأكبر عمراً بأن يقرأوا لإخوتهم الأصغر عمراً.


ما عليك تجنّبه

1- لا تقرأ القصص التي لا تسمتع(ي) بها بنفسك، لأن ضجرك و كرهك للقصّة سيكون بادياً عليك و هذا لا يخدم هدفك.
2- لا تكمل قراءة قصّة واضح أنّها غير مناسبة أو غير جيّدة توقف حالاً و اعترف بأنها لم تكن خياراً جيّداً. ضع في عين الاعتبار أن بعض القصص تبدأ بدايات بطيئة و غير مثيرة للاهتمام. كما يجب أن تتذكّر أن مراجعتك للقصّة قبل قراءتها لأطفالك ستوفّر عليك القيام بذلك.
3- لا تشعر بأن لديك التزام لربط كل قصّة بما يتعلّم طفلك بالمدرسة، القراءة يجب أن تكون ممتعة قبل كل شيء.
4- لا تربك طفلك من خلال قراءة قصص لا تلائمه، تأكّد أن تكون القصص مناسبة لقدراته العقليّة و العاطفيّة في تلك المرحلة.
5- لا تبالغ في السترخاء أثناء قراءة القصّة، فذلك قد يشعرك بالنعاس.
6- لا تفرض القيم و فهمك للقصّة على طفلك، فالقصّة يكفي أن تكون ممتعة، و توفّر لك الكثير لتتحدّث عنه مع طفلك بعد الإنتهاء من القصّة.
7- لا تظن أن قراءة كل شيء هو أمر جيّد، انتقاءك للقصص مهم جدّاً.
8- لا تستخدم قراءة القصص كوسيلة لدفع أطفالك لفعل ما تريد، لأن ذلك سيفقدهم الرغبة في القراءة مع الوقت.
9- لا تطلب من طفلك إعادة قراءة السطور خلفك ما لم يطلبوا ذلك، فهذا سيفقدهم الرغبة في القراءة.

نتمنّى أن تكون هذه النقاط ذات فائدة كبيرة لكم، هل هناك نقاط أخرى تظن أنّها ذات أهميّة لم نذكرها هنا؟ شاركونا بها.

الأربعاء، 15 يوليو 2015

كيف تجعل طفلك مطيعاً لكل أوامرك


من أهم المشاكل التي تواجهنا كآباء و أمهات هي دفع أطفالنا لطاعة جميع طلباتنا، و السؤال الذي نطرحه دائماً على أنفسنا هو كيف أدفعهم لطاعتي؟ لكن السؤال الذي سأطرحه اليوم هو هل علي أن أدفعهم لطاعتي دائماً؟

السبب في طرحنا لهذا السؤال هو أنّك نموذج السلطة الأوّل الذي يواجهه طفلك و أنت تريد أن يطيعك لأنّك تريد مصلحته قبل كل شيء. لكن هل كل نماذج السلطة التي سيواجهها بعد ذلك في حياته سيكون لديها نفس الدافع؟ و هل الطاعة العمياء التي علمّتها أنت له ستدفعه لإطاعة الأوامر بغض النظر عن نتيجتها؟ هذه المعضلة يجب أن تضعها في عين الاعتبار في كل مرّة تفكّر أن طفلك يجب أن يطيعك دائماً.

أطفالنا يولدون بلا حول و لا قوّة، يعتمدون علينا كآباء و أمهات لنعتني بهم. هكذا نصبح نموذج السلطة الأول في حياتهم. فهم ينظرون لنا كمصدر السلطة الوحيد الذي يعرف و يسيطر على مصيرهم و مصير أفعالهم.

لذا من أهم واجباتنا كآباء و أمهات هو إجابة هذا السؤال لأنفسنا و اتخاذ موقف واضح و صريح من مسألة السلطة و الطاعة دون تمييع.


هل تعليم أطفالنا الطاعة أمر جيّد ام سيّء؟


الكثير من الآباء و الأمهات يظن أن الأولاد المطيعين هم مكأفاة على تربيتهم الجيّدة، فهم لا يجادلون أو يعاندون  و يفعلون ما يطلب منهم و مع الوقت يتعلّمون كيف يعتنون بأنفسهم و ما هي أفضل طريقة للتصرّف. و إذا ما سألت عدد كبير من الآباء و الأمهات سيقولون لك أن هدفهم تربية أطفال مطيعين مؤدبين. و المشكلة أن الكثير منهم يخلطون ما بين الطاعة و الأدب. و للأسف ذلك النوع من الأدب بسبب الطاعة يفقدهم الكثير من قدراتهم الغريزية في الحكم على الأشياء.

و إذا ما نظرت إلى هؤلاء الأطفال المطيعين في الغالب، ستجدهم يواجهون مخاوف عديدة، لا يثقون بأنفسهم و هم أقل قدرة على مواجهة الحياة. بينما يظن الوالدين أنهم مريحين جدّاً للتعامل معهم. لكن للأسف، الحقيقة أنهم يكونون غير مستقرّين عاطفيّاً و يسهل التلاعب بهم من نماذج السلطة الأخرى التي سيواجهونها لاحقاً في حياتهم. و عادةً ما يكون الوالدين لهؤلاء الأطفال قد مرّوا بنفس التجربة مع والديهم في طفولتهم.

هل يجب على أطفالك أن يكونوا مطيعين لكي يكونوا مؤدبين. ام يمكن أن يكونوا مؤدبين دون أن يطيعوك دائماً دون نقاش؟ من مخاطر أن يكون طفلك مطيعاً جداً هو أنه سينصاع لأوامر و رغبات نماذج السلطة التي ستتبعك دون مساءلة. نماذج سلطة كضغط رفاقه ليندمج معهم في كل ما يفعلوه في المدرسة، أو مديره في العمل أو زوج(ة) متسلط(ة) . بغض النظر عن قناعاته و رغباته.

ما نراه حولنا في العالم العربي اليوم من تطرّف و حروب و طاعة الكثير لفتاوي الشيخ الفلاني و أوامر الزعيم الفلاني دون مساءلة لصحّة نتائج هذه الأوامر و الفتاوي سببها الأول أننا (جيلنا و جيل آباءنا و أجدادنا) بشكل عام قد تربيّنا على الطاعة للسلطة: للأب، العشيرة، المختار، الزعيم إلخ...و لأن القدرة على مساءلة السلطة و مواجهتها قدرة تتعلّمها فقط في مرحلة مبكرة من العمر فإننا عالقون في دوّامة صعبة الكسر، فكما تربيّنا نربّي أطفالنا على الطاعة. لذا علينا كآباء و أمهات هذا الجيل أن نكسر هذه الدوّامة ببناء ثقتنا بأنفسنا و السماح لأطفالنا بمساءلة قراراتنا و أسلوبنا في التربية.


كيف تربي طفلاً يسائل السلطة و يفكّر بنفسه؟


الكثير يظن أنّه حالما نترك بيوت والدينا و نستقل بأنفسنا. أنّنا نقوم بإتخاذ قراراتنا بأنفسنا. إلّا أننا في حقيقة الأمر نستبدل نموذج سلطة والدينا بنماذج سلطة أخرى تواجهنا في حياتنا. لأننا في الوقت الذي نواجه فيه نماذج السلطة هذه نكون قد تعوّدنا مسبقاً على الطاعة و أصبحت الطاعة عادة لدينا، فمن الأسهل أن تطيع في هذه النقطة و من الصعب جدّاً أن نطوّر قدرتنا على المساءلة و التفكير الناقد في هذه المرحلة العمريّة.

لذا الحل لنطوّر هذه القدرة لدى أطفالنا، أن نسمح لهم بتحدّينا كآباء و أمهات و مساءلتنا. و على الرغم من أن هذا قد يبدو معاكساً لما يبدو طبيعياً لنا في بداية الأمر، إلّا أن النتيجة النهائية هي الحصول على طفل قادر على التفكير بنفسه و التساؤل تستحق منّا بذل الجهد. إذا ما جادلك طفلك فيما طلبته، فهو يبني قدرته على التحليل المنطقي و التفكير الناقد. و إذا ما كان عنيداً فإنه يبني قدرته على المثابرة. و إذا لم يفعل ما طلبته منه تماماً فهو يبني في قدرته على التفكير و التصرّف باستقلالية.


لم أقتنع بعد بأن الطاعة شيء سيّء، ما هو دليلك؟


دراسة شهيرة في مجال الطاعة و السلطة أجراها العالم ستانلي ملغرام في جامعة ييل في ستينيات القرن العشرين و بالتحديد عام 1962. أعطتنا الفرصة لفهم كيف يتصرّف البشر تجاه السلطة فوجد أن ثلثي من أجريت عليهم الدراسة امتثل لأوامر الباحث حتى لو عنى ذلك إيذاء شخص آخر في غرفة مجاورة، لمزيد من التفاصيل عن هذه التجربة يمكنكم مشاهدة ملخّص و إعادة إجراء حديثة لهذه الدراسة في الفيديو التالي:



إذا ما كنت تريد أن تعرف أكثر عن هذه الدراسة يمكنك مشاهدة الفيديو للدراسة الأصليّة أدناه:



إن من يدفع بالحضارة البشرية إلى الأمام هم الأشخاص الذي يساءلون دائماً السلطة و ما هو مسلّم به. هل تريد أن يكون طفلك متميّزاً و قادراً على التفكير بنفسه، أن يكون قائداً قادراً على اتخاذ القرارات و المثابرة على الرغم مما سيواجه من صعوبات؟ أم هل تريده أن يكون مطيعاً؟




الأحد، 5 يوليو 2015

كيف أدفع ابني/ابنتي إلى لبس النظّارة؟


من منّا لا يحب أن يتمتّع أطفاله بأفضل حياة ممكنة! لكن في بعض الأحيان يواجه أطفالنا بعض المشاكل الصحيّة أو العقبات. و يتوجّب علينا كآباء و أمّهات أن نساعدهم على تخطّيها. أحد هذه المشاكل الدارجة هي مشاكل النظر. ففي عمر مبكّر يقاوم الأطفال بشدّة لبس النظارات التي تساعدهم في حل مشكلة النظر التي لديهم. و واجب علينا كآباء و أمهات بكل لطف و حزم في نفس الوقت أن نساعدهم على ارتداء النظارة و الإعتياد عليها. وردنا سؤال من إحدى المتابعات الأمهات التي تهتّم بشدّة لأمر ابنها و لكنها تعاني من صعوبات في إقناعه ارتداء النظارة، و احببنا أن نشارككم الحل لهذه المشكلة على شكل خطوات:


1- يجب أن تطوّري نظرة إيجابية للموضوع ذات نفسك. فطفلك لديه الفرصة الآن لتوسيع عالمه، سيمكنه أن يرى بطريقة أفضل و أن يتعلّم أسرع بنظره الذي سيتحسّن عن طريق لبس النظارة.

2- يجب أن تفهمي الموضوع من وجهة نظر طفلك، فالنظارات تشكّل له عبأً إضافيّاً. قد يحس أنّها ثقيلة أو غير مريحة في بداية الأمر.

3- متى ما قمت بالخطوتين المذكورتين أعلاه. هناك عدد من الأشياء التي قد تساعدك على اقناعه بلبس نظارته:

4- البدء بلبس النظارة لفترات قصيرة خلال نشاطات يستمتع بها ابنك لدرجة أنه سينسى أنه يلبس النظارة.

5- أختاري أوقات يكون ابنك مرتاحاً و في مزاج جيد لتبدأي معه لبس النظارة.

6- إذا قام طفلك بنزع النظارة، قومي بإعادة إلباسه النظارة بحزم و لطف في نفس الوقت. إذا أحس الطفل أن لبس النظارة أو عدمه هو خياره الشخصي. فلن تستطيعي أن تدفعيه للبس النظارة أبداً.

7- تأكّدي أن النظارة ما زالت ملائمة لطفلك أثناء نموّه ففي بعض الأحيان قد تصبح ضيّقة و مزعجه له، أو قد تكون أكبر حجماً فتنزلق عن أنفه و تفقد فائدتها.

8- أختاري نشاطات تصنع الرؤية الجيدة فرقاً كبيراً فيها لكي يلاحظ بنفسه، أنّه يستمتع بالقدرة المحسّنة للنظر. كالنظر إلى بعض الحشرات الصغيرة و ملاحظة أجزاءها المختلفة. أو مراقبة الأشياء البعيدة كالنجوم أو الطائرات، الأطفال يحبّون نشاطات كهذه.

9- كوني إيجابيّة، حاولي أن تصنعي إحساس لدى طفلك أن لبس النظارة يجعل مظهره رائعاً، و حاولي أن تشاركي معه صور لنجوم أو شخصيّات يحبها تلبس النظارة و شكلها رائع.

10 - أثني أو أطري على ابنك لتذكُّرِه أن يلبس النظارة، لتشجعيه على متابعة هذا التصرّف.

11- إذا لم تشتر الإطار بعد، اختاري 3-4 أطر مقبولة لديك. ثم دعيه يختار منها ما يحب هو و اشتر ذلك الإطار. إحساسه بأن هذا اختياره يجعل الأمر أسهل بكثير.

12- دعي طفلك يتعوّد على لبس النظارة كجزء من روتينه اليومي. يضعها حالما يستيقظ. و يخلعها حين يذهب للنوم. إذا كان طفلك يذهب إلى الحضانة أو المدرسة أخبري معلمته أنه يلبس نظارات طبيّة و لا يجب أن ينزعها. كي لا يقنع طفلك معلمته بأنه يستطيع أن يخلعها في المدرسة.

نتمنى أن تساعدكم هذه الخطوات في حل المشكلة، و تسهيل النزاع مع طفلك على ارتداء النظارات. هل هناك أساليب أخرى حاولتها و نجحت معك؟ شاركينا تجربتك العمليّة.