من أهم المشاكل التي تواجهنا كآباء و أمهات هي دفع أطفالنا لطاعة جميع طلباتنا، و السؤال الذي نطرحه دائماً على أنفسنا هو كيف أدفعهم لطاعتي؟ لكن السؤال الذي سأطرحه اليوم هو هل علي أن أدفعهم لطاعتي دائماً؟
السبب في طرحنا لهذا السؤال هو أنّك نموذج السلطة الأوّل الذي يواجهه طفلك و أنت تريد أن يطيعك لأنّك تريد مصلحته قبل كل شيء. لكن هل كل نماذج السلطة التي سيواجهها بعد ذلك في حياته سيكون لديها نفس الدافع؟ و هل الطاعة العمياء التي علمّتها أنت له ستدفعه لإطاعة الأوامر بغض النظر عن نتيجتها؟ هذه المعضلة يجب أن تضعها في عين الاعتبار في كل مرّة تفكّر أن طفلك يجب أن يطيعك دائماً.
أطفالنا يولدون بلا حول و لا قوّة، يعتمدون علينا كآباء و أمهات لنعتني بهم. هكذا نصبح نموذج السلطة الأول في حياتهم. فهم ينظرون لنا كمصدر السلطة الوحيد الذي يعرف و يسيطر على مصيرهم و مصير أفعالهم.
لذا من أهم واجباتنا كآباء و أمهات هو إجابة هذا السؤال لأنفسنا و اتخاذ موقف واضح و صريح من مسألة السلطة و الطاعة دون تمييع.
هل تعليم أطفالنا الطاعة أمر جيّد ام سيّء؟
الكثير من الآباء و الأمهات يظن أن الأولاد المطيعين هم مكأفاة على تربيتهم الجيّدة، فهم لا يجادلون أو يعاندون و يفعلون ما يطلب منهم و مع الوقت يتعلّمون كيف يعتنون بأنفسهم و ما هي أفضل طريقة للتصرّف. و إذا ما سألت عدد كبير من الآباء و الأمهات سيقولون لك أن هدفهم تربية أطفال مطيعين مؤدبين. و المشكلة أن الكثير منهم يخلطون ما بين الطاعة و الأدب. و للأسف ذلك النوع من الأدب بسبب الطاعة يفقدهم الكثير من قدراتهم الغريزية في الحكم على الأشياء.
و إذا ما نظرت إلى هؤلاء الأطفال المطيعين في الغالب، ستجدهم يواجهون مخاوف عديدة، لا يثقون بأنفسهم و هم أقل قدرة على مواجهة الحياة. بينما يظن الوالدين أنهم مريحين جدّاً للتعامل معهم. لكن للأسف، الحقيقة أنهم يكونون غير مستقرّين عاطفيّاً و يسهل التلاعب بهم من نماذج السلطة الأخرى التي سيواجهونها لاحقاً في حياتهم. و عادةً ما يكون الوالدين لهؤلاء الأطفال قد مرّوا بنفس التجربة مع والديهم في طفولتهم.
هل يجب على أطفالك أن يكونوا مطيعين لكي يكونوا مؤدبين. ام يمكن أن يكونوا مؤدبين دون أن يطيعوك دائماً دون نقاش؟ من مخاطر أن يكون طفلك مطيعاً جداً هو أنه سينصاع لأوامر و رغبات نماذج السلطة التي ستتبعك دون مساءلة. نماذج سلطة كضغط رفاقه ليندمج معهم في كل ما يفعلوه في المدرسة، أو مديره في العمل أو زوج(ة) متسلط(ة) . بغض النظر عن قناعاته و رغباته.
ما نراه حولنا في العالم العربي اليوم من تطرّف و حروب و طاعة الكثير لفتاوي الشيخ الفلاني و أوامر الزعيم الفلاني دون مساءلة لصحّة نتائج هذه الأوامر و الفتاوي سببها الأول أننا (جيلنا و جيل آباءنا و أجدادنا) بشكل عام قد تربيّنا على الطاعة للسلطة: للأب، العشيرة، المختار، الزعيم إلخ...و لأن القدرة على مساءلة السلطة و مواجهتها قدرة تتعلّمها فقط في مرحلة مبكرة من العمر فإننا عالقون في دوّامة صعبة الكسر، فكما تربيّنا نربّي أطفالنا على الطاعة. لذا علينا كآباء و أمهات هذا الجيل أن نكسر هذه الدوّامة ببناء ثقتنا بأنفسنا و السماح لأطفالنا بمساءلة قراراتنا و أسلوبنا في التربية.
الكثير يظن أنّه حالما نترك بيوت والدينا و نستقل بأنفسنا. أنّنا نقوم بإتخاذ قراراتنا بأنفسنا. إلّا أننا في حقيقة الأمر نستبدل نموذج سلطة والدينا بنماذج سلطة أخرى تواجهنا في حياتنا. لأننا في الوقت الذي نواجه فيه نماذج السلطة هذه نكون قد تعوّدنا مسبقاً على الطاعة و أصبحت الطاعة عادة لدينا، فمن الأسهل أن تطيع في هذه النقطة و من الصعب جدّاً أن نطوّر قدرتنا على المساءلة و التفكير الناقد في هذه المرحلة العمريّة.
لذا الحل لنطوّر هذه القدرة لدى أطفالنا، أن نسمح لهم بتحدّينا كآباء و أمهات و مساءلتنا. و على الرغم من أن هذا قد يبدو معاكساً لما يبدو طبيعياً لنا في بداية الأمر، إلّا أن النتيجة النهائية هي الحصول على طفل قادر على التفكير بنفسه و التساؤل تستحق منّا بذل الجهد. إذا ما جادلك طفلك فيما طلبته، فهو يبني قدرته على التحليل المنطقي و التفكير الناقد. و إذا ما كان عنيداً فإنه يبني قدرته على المثابرة. و إذا لم يفعل ما طلبته منه تماماً فهو يبني في قدرته على التفكير و التصرّف باستقلالية.
دراسة شهيرة في مجال الطاعة و السلطة أجراها العالم ستانلي ملغرام في جامعة ييل في ستينيات القرن العشرين و بالتحديد عام 1962. أعطتنا الفرصة لفهم كيف يتصرّف البشر تجاه السلطة فوجد أن ثلثي من أجريت عليهم الدراسة امتثل لأوامر الباحث حتى لو عنى ذلك إيذاء شخص آخر في غرفة مجاورة، لمزيد من التفاصيل عن هذه التجربة يمكنكم مشاهدة ملخّص و إعادة إجراء حديثة لهذه الدراسة في الفيديو التالي:
إذا ما كنت تريد أن تعرف أكثر عن هذه الدراسة يمكنك مشاهدة الفيديو للدراسة الأصليّة أدناه:
إن من يدفع بالحضارة البشرية إلى الأمام هم الأشخاص الذي يساءلون دائماً السلطة و ما هو مسلّم به. هل تريد أن يكون طفلك متميّزاً و قادراً على التفكير بنفسه، أن يكون قائداً قادراً على اتخاذ القرارات و المثابرة على الرغم مما سيواجه من صعوبات؟ أم هل تريده أن يكون مطيعاً؟
و إذا ما نظرت إلى هؤلاء الأطفال المطيعين في الغالب، ستجدهم يواجهون مخاوف عديدة، لا يثقون بأنفسهم و هم أقل قدرة على مواجهة الحياة. بينما يظن الوالدين أنهم مريحين جدّاً للتعامل معهم. لكن للأسف، الحقيقة أنهم يكونون غير مستقرّين عاطفيّاً و يسهل التلاعب بهم من نماذج السلطة الأخرى التي سيواجهونها لاحقاً في حياتهم. و عادةً ما يكون الوالدين لهؤلاء الأطفال قد مرّوا بنفس التجربة مع والديهم في طفولتهم.
هل يجب على أطفالك أن يكونوا مطيعين لكي يكونوا مؤدبين. ام يمكن أن يكونوا مؤدبين دون أن يطيعوك دائماً دون نقاش؟ من مخاطر أن يكون طفلك مطيعاً جداً هو أنه سينصاع لأوامر و رغبات نماذج السلطة التي ستتبعك دون مساءلة. نماذج سلطة كضغط رفاقه ليندمج معهم في كل ما يفعلوه في المدرسة، أو مديره في العمل أو زوج(ة) متسلط(ة) . بغض النظر عن قناعاته و رغباته.
ما نراه حولنا في العالم العربي اليوم من تطرّف و حروب و طاعة الكثير لفتاوي الشيخ الفلاني و أوامر الزعيم الفلاني دون مساءلة لصحّة نتائج هذه الأوامر و الفتاوي سببها الأول أننا (جيلنا و جيل آباءنا و أجدادنا) بشكل عام قد تربيّنا على الطاعة للسلطة: للأب، العشيرة، المختار، الزعيم إلخ...و لأن القدرة على مساءلة السلطة و مواجهتها قدرة تتعلّمها فقط في مرحلة مبكرة من العمر فإننا عالقون في دوّامة صعبة الكسر، فكما تربيّنا نربّي أطفالنا على الطاعة. لذا علينا كآباء و أمهات هذا الجيل أن نكسر هذه الدوّامة ببناء ثقتنا بأنفسنا و السماح لأطفالنا بمساءلة قراراتنا و أسلوبنا في التربية.
كيف تربي طفلاً يسائل السلطة و يفكّر بنفسه؟
لذا الحل لنطوّر هذه القدرة لدى أطفالنا، أن نسمح لهم بتحدّينا كآباء و أمهات و مساءلتنا. و على الرغم من أن هذا قد يبدو معاكساً لما يبدو طبيعياً لنا في بداية الأمر، إلّا أن النتيجة النهائية هي الحصول على طفل قادر على التفكير بنفسه و التساؤل تستحق منّا بذل الجهد. إذا ما جادلك طفلك فيما طلبته، فهو يبني قدرته على التحليل المنطقي و التفكير الناقد. و إذا ما كان عنيداً فإنه يبني قدرته على المثابرة. و إذا لم يفعل ما طلبته منه تماماً فهو يبني في قدرته على التفكير و التصرّف باستقلالية.
لم أقتنع بعد بأن الطاعة شيء سيّء، ما هو دليلك؟
دراسة شهيرة في مجال الطاعة و السلطة أجراها العالم ستانلي ملغرام في جامعة ييل في ستينيات القرن العشرين و بالتحديد عام 1962. أعطتنا الفرصة لفهم كيف يتصرّف البشر تجاه السلطة فوجد أن ثلثي من أجريت عليهم الدراسة امتثل لأوامر الباحث حتى لو عنى ذلك إيذاء شخص آخر في غرفة مجاورة، لمزيد من التفاصيل عن هذه التجربة يمكنكم مشاهدة ملخّص و إعادة إجراء حديثة لهذه الدراسة في الفيديو التالي:
إذا ما كنت تريد أن تعرف أكثر عن هذه الدراسة يمكنك مشاهدة الفيديو للدراسة الأصليّة أدناه:
إن من يدفع بالحضارة البشرية إلى الأمام هم الأشخاص الذي يساءلون دائماً السلطة و ما هو مسلّم به. هل تريد أن يكون طفلك متميّزاً و قادراً على التفكير بنفسه، أن يكون قائداً قادراً على اتخاذ القرارات و المثابرة على الرغم مما سيواجه من صعوبات؟ أم هل تريده أن يكون مطيعاً؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق