يعرف العبقري بامتلاك قدرات عقلية و إبداعية غير اعتيادية، و هو مصطلح لا نستخدمه عادة في وصف أنفسنا أو أطفالنا ، قد نظن ان بعضنا متميز و موهوب بشكل أو بآخر و لكننا لا نتخيل أنفسنا عباقرة ، إيماننا بان أطفالنا لديهم الاستعداد الطبيعي للعبقرية قد يشجعنا على استغلال طريقة في تربيتهم لتشجيع الاستكشاف و حب المعرفة و التعلم لديهم ، فهذه أمور موجودة لديهم طبيعيا لكن دورنا كمعلمين لأبنائنا يتطلب منا متابعتها و توجيهها و فتح المجال لهم للتجريب و استكشاف العالم من حولهم بأنفسهم و لوحدهم كلما أمكن و بأقل تدخل منا، فعندما ترى طفلك يحاول ابتكار طريقة للعب في لعبة ما بدل من لعبها بالطريقة الاعتيادية، تراجع و أوقف نفسك من الإسراع اليه لتعليمه طريقة اللعب بها، إليك هذه الطرق لتساعدك أيضاً:
- لا تحاول القضاء عل الملل
ان الأنشطة، الالعاب، الكتب ، الأغاني ، و القصص التي نوفرها لصغارنا تمنحهم الكثير من الفرص للإبداع ، لكن الإبداع الحقيقي يكون عندما يأتي أطفالنا بأفكار من ذاتهم . و لإعطائهم المجال للابتكار لا بد من توفير وقت هادئ يخلو من أي نشاطات مبرمجة، و لا تخشى الملل. فالجداول المكتظة بالأنشطة أو قضاء الوقت أمام شاشات التلفاز و الأجهزة الأخرى يحرم دماغهم من الاسترخاء و المساحة اللازمة للإبداع.حاول ان توفر لهم يومياً وقت للعب الحر على ان يكون هذا اللعب مستقلاً و لا تقاطعهم خلاله أبداً، و تأكد من إطفاء جميع الشاشات من حولهم.
- الأقل و الأبسط هو الأفضل
هل كنت تعرف انك اذا أعطيت طفلك عددا من الصناديق الفارغة و تركته ليبتكر فانت تعطيه مجالاً ليخلق شيئاً من لا شيء ؟! لكننا و بهدف تسليتهم و تعليمهم نمطر عليهم ألعابا كثيرة و مختلفة و حتى أننا نراهم يملون منها بعد أول استعمال.ابقِ الأشياء بسيطة و وفر له مواد بسيطة كأوراق ،صناديق ، ألوان ، صمغ ، أحجار، وعاء ماء، أنابيب و علب صغيرة، أي شيء حولك قد يكون بدايةً لفكرة رائعة يأتي بها طفلك .
- قف و انتظر ( الجزء الأصعب)
لتخرج العبقري في طفلك لا بد لك ان تثق انه موجود ! و هذا ما يعني غالباً ان تنتظر و تمنع نفسك من محاولة توجيهه، مساعدته، و تعليمه. انتظر لترى طفلك يكتشف كيف يصعد و ينزل الدرج بنفسه بدلا من ان تمسك قدمه و تضعها له ( تأكد انه بآمان) ، و اتركه يحاول و يفشل في تركيب لعبته حتى ينجح و كذلك انتظر حتى يبدي أولادك اهتماماً بالأنشطة المختلفة قبل ان تفرضها عليهم.
- ثق بطفلك فهو دليل نفسه!
كثير منّا يرى اهتمامات و أحلام و طموح أطفالنا غير منطقية و غير عملية و لكن الثقة بهم في كل الأحوال ستساعدهم في اكتشاف ما يحبون و يجيدون، و الإبداع فيه . اذا أبدى طفلك رغبة في استعمال كاميرا التصوير خاصتك و بدأ بالتقاط صور لأشياء تراها انت تافهه، ادعمه و شجعه و اطلب منه المزيد، لا تدري فقد يكبر و يحترف التصوير و يكون من المبدعين في مجاله.
مع الحب
لانا أبو حميدان
0 التعليقات:
إرسال تعليق