إن العطاء أفضل بكثير من الأخذ لكن هذا صحيح فقط اذا كنا نشعر ان لدينا ما يكفي . و محاضرة أطفالنا عن هذا الموضوع لن تفيد في تعليمهم حب العطاء و إنما تجاربهم. كل منا يرى الصعوبة التي يعانيها صغاره في مشاركة ألعابهم و أغراضهم مع غيرهم ، بالنسبة لهم المشاركة تعني إجبارهم على التخلي عن ما لديهم. و تستطيع انت ان تغير هذه التجربة لهم لتعلمهم عن حقيقة جمال المشاركة و الشعور الرائع عند العطاء و بطريقة إيجابية.
من الممكن ان تبدأ بتعريف أطفالك بمبدأ تبادل الأدوار بدلا من إجبارهم على ترك ما بحوزتهم، و دور كل طفل يستمر طالما انه لم ينتهي من استخدام اللعبة بدلا من تحديد عدد من الدقائق لكل طفل. كان تقول لطفلك " عندما تنتهي من اللعب بهذه السيارة هلّا تعطيها لأخيك الصغير، رائع ، شكرًا لك".
هل تشعر بالدهشة!! في الحقيقة اعتماد هذا الأسلوب يعلم أطفالنا الكرم و حب العطاء و المشاركة نابعاً منهم و عن اقتناع و ليس فقط أمامنا، لماذا ؟ لان منح طفلك كل الوقت الذي يحتاجه ليستكشف لعبة ما تخلق له تجربة إعطاء ما قد انتهى منه تماماً لغيره من الأطفال و هذا في الحقيقة يجعل الكرم صفته لاحقاً.
تبدو طريقة غير اعتيادية! و لكن ما البديل؟ خطف ما يبدي صغارنا اهتماماً فيه من بين ايديهم كلّما قررنا انه لعب فيها كفاية؟ هذا سيعلمهم هم الشد و سحب ما بأيدي غيرهم و سيدفعهم لحماية كل ما يمتلكون من غيرهم من الأطفال لخوفهم من فقد ما يحبون حقاً.
هذا يبدو كنوع من الظلم للطفل الآخر ، فهو عليه ان ينتظر كل هذه المدة. لذا حضورنا في هذه المواقف لمساعدة صغارنا في الانتظار مهم جداً. قد يكون هذا باقتراح أمر آخر ليفعله أو قد يكون بالجلوس بجانبه و تركه ليبكي و يخرج مشاعره السيئة التي تولدت، فغالبًا الصغار يريدون دوماً ما بأيدي غيرهم و متى انتهى البكاء و الدموع نسي هو موضوع هذه اللعبة. انتظاره هذا سيعلمه الصبر على غيره و سيعطيه هو الحق في اللعب بما يريد حتى ينتهي.
هناك حالات لا تكون انت المتحكم في الموقف و أحيانا تكون هناك مشاعر و حاجات تختفي وراء حاجة أطفالنا للتشبث بأشياء معينه لذا يجب ان تعلم أطفالك عن المشاركة أكثر من ذلك ! هناك طريقتان لذلك ، الضحك و البكاء!
تستطيع ان تلعب مع طفلك الكثير من الألعاب عن المشاركة و المهم ان تجعله يضحك على الموضوع و تعطيه حرية الرفض - باللعب- ، أو ان تتبادل الأدوار معه حيث انت الذي تشعر بصعوبة في المشاركة و تعبر له عن ذلك و تنتظر لتسمع منه رأيه، كأن تعبر له ان ما أعددت لطعام العشاء هو لك و انك تواجه صعوبة في مشاركته مع العائلة و المهم هو عنصر المزاح و الضحك عن موضوع المشاركة.
ثم بعد ذلك تستطيع ان تستغل وقتاً عند ملاقاة أصدقاء مثلاً انت تعرف ان طفلك و أطفالهم يواجهون صعوبة في المشاركة، فتخبر طفلك و تحضره مسبقا للأمر و تتعاطف معه بإخباره أنّك تعلم أن الأمر صعب عليه لكن عليكم الالتزام بالأدوار ، الانتظار و عدم الشد. و تأمّل ان ينفجر بالبكاء أمامك أو أثناء اللعب حتى يتمكن من إخراج المشاعر المتراكمة داخله و معالجة هذا الموضوع بينه و بين نفسه.. فهذه هي طريقتهم !
مع الحب
لانا أبو حميدان
0 التعليقات:
إرسال تعليق